البهاق Vitiligo مرض جلدي واسع الانتشار ولا تستغرب عزيزي القارئ اذا ذكرنا ان حوالي 5 % من سكان كوكبنا يصابون به ويكون أكثر تجليا في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة . البهاق مرض غير وراثي قي العادة ، أي انه مرض يكتسب في الغالب ويبدأ على شكل بقعة محدودة تنتشر لتشمل مساحات واسعة من الجسم وبالتالي يمكننا تصنيف المرض اعتمادا على درجة الانتشار الى محدود الانتشار وواسع الانتشار وعام يشمل عموم الجسم ، ورغم كون المرض غير وراثي فاننا نجد ان أكثر من 35% من المرضى المصابين بالبهاق لديهم سجل عائلي للمرض ، وأيضا فهو غير معدي وليس بالمرض الخطير حيث تنحصر خطورته بما يسببه من أزمة نفسية قد تكون مزمنة بالنسبة للشخص المصاب به.
أسباب البهاق غير معروفة تماما ولكن هناك بعض الافتراضات التي تفسره وهذه الافتراضات تجد على الأرض ما يسندها ونورد منها ماياتي :
لانحتاج في تشخيص المرض الى فحوصات مخبرية الا اذا كان هناك شك بوجود حالة مرضية يعاني منها المريض وتمتد لتؤثر على الجهاز المناعي ومن تلك الأمراض : الدراق، السكري و فقر الدم الخبيث ، ففي هذه الأحوال يطلب الطبيب اجراء بعض التحاليل المرتبطة بتلك الأمراض ، وفي حالات أخرى قد يطلب الطبيب أخذ خزعة من المنطقة المصابة للتاكد من فقدان الخلايا الصبغية . تطور الحالة المرضية هي من الامور التي لايمكن الجزم بها فقد يختفي البهاق دون علاج ، و قد يبقى على حاله لسنوات طويلة .
استجابة المريض للعلاج مختلفة من شخص لآخر اعتمادا على شدة الانتشار والموضع المصاب ، ففي حال كانت الاصابة محدودة وفي مكان مخفي فقد نقترح على المريض عدم العلاج فيما يمكن اخفاؤه في اماكن اخرى باستخدام المكياج و قد نحتاج الى المداخلة العلاجية أو حتى الجراحية في الحالات المتقدمة.
أما بالنسبة لأساليب العلاج فقد يوصي الطبيب مريضه باستخدام مراهم الكورتيزونات كعلاج موضعي حيث تعالج المنطقة المصابه مرتين يوميا لمدة شهر ونصف قد تكون هناك حاجة لاعادته مرة أخرى وتعطي نتائج مقبوله وقد يوصي الطبيب المريض بتناول الكورتيزون على شكل حبوب او أبر لمدة محدودة وهي أيضا تعطي استجابة مقبولة ولكن فترة العلاج بها تكون أقصر وتوصف للحالات سريعة الانتشار والنشيطة لغرض السيطرة عليها ، أيضا فان المناطق المصابة التي يغطيها شعر أبيض تكون استجابتها للعلاج ضعيقة، وكذلك المناطق التي تكثر فيها الحركة مثل مفاصل اليد والقدم فيما تكون الاستجابه أفضل في الوجه. أحيانا قد لاتنفع الكورتيزونات في االسيطرة على انتشار المرض ، في مثل هذه الحالات يجب على المريض الذهاب الى المشفى والتعرض للأشعة فوق البنفسجية ولكن من مساؤى هذه الطريقة العلاجية هو ضرورة تناول المريض لحبوب السورالين قبل التعرض للأشعة وهذه الحبوب معروفة بمضاعفاتها الجانبية كالغثيان والتأثير السلبي على العين والكبد ، ومؤخرا وجد جهاز أشعة فوق البنفسجية ذا حزمة ضيقة ولايحتاج الى تناول حبوب السورالين وهو في نفس الوقت آمن عند استخدامه في علاج الأطفال. بعض المرضى يقترح على الطبيب المعالج ان يوصف له دواء للتخلص من الخلايا الصبغية في جسمه بشكل كامل وبالتالي تتجانس أجزاء جلده بصورة كاملة ولكن هذه الطريقة تحتاج الى علاج مطول قد يصل الى سنة ومضاعفاته خطيرة حد الاصابة بسرطان الجلد.
التداخل الجراحي للبهاق يكون عندما نجدها في منطقة محددة وغير قابلة للعلاج بالطرق السابقة وتتلخص الجراحة بأن نرفع الطبقة السطحية جدا من المنطقة المصابة ثم ننقل اليها الطبقة السطحية من جلد منطقة سليمة، ومن عيوب هذه الطريقة امكانية فشل عملية النقل والترقيع وعدم تجانس صبغة الجلد المنقول والمنطقة المستقبلة وقد يلجأ الجراح الى شفط جلد سليم ونقله الى المنطقة المصابة بعد ازالة الطبقة السطحية منها وبذلك تقلل من امكانية فشل الترقيع والتندب ، وفي أحيان أخرى تعالج المنطقة المصابة بالوشم وهذه الطريقة قد تخفي البهاق ولكن حتى حين حيث لايمكن الحصول على صبغة مطابقة للون الجلد المحيط بالبهاق ، ثم ان لون الوشم يخف مع مرور الزمن.
من أحدث طرق علاج البهاق وأكثرها دقة وسرعة في الاستجابة هي استخدام ليزر الاكزمر وهو ليزر جراحي ذو شدة عالية وبؤرة دقيقة جدا وتستخدم لعلاج البهاق غير المنتشر ، أي بعبارة اخرى بهاق محدد الانتشار وهذا الليزر يسلط وبكفاءة عالية ودقة متناهية على المنطقة المصابة فقط وبدون التأثير على بقية أجزاء الجسم، ولكن جهاز الليزر هذا عالي التكلفة ونحتاج الى شرائه وجعلة في متناول أيدينا لنعالج به مرضانا سائلين المولى أن يمن على أهلنا بالصحة والسلامة من الأمراض ان شاء الله .
الأستاذ الدكتور إحسان فتح الله