الشخير: ما هو؟ وما دور الليزر في علاجه؟

التهاب الجيوب الأنفية ودور الليزر في العلاج
يونيو 2, 2019
تطبيقات تقنية النانو في الطب : هل ستنقلنا الى عالم جديد
يونيو 2, 2019

الشخير: ما هو؟ وما دور الليزر في علاجه؟

الشخير هو الصوت الصادر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في مجرى الهواء في حين إن اضطراب النوم أو انقطاع التنفس هو توقف الشخص عن التنفس لمدة لا تقل عن 10ثوان نتيجة انسداد كلي في مجرى الهواء. إن التنفس الطبيعي يكون عن طريق الأنف حيث يوفر الظروف الملائمة لحسن الاداء  الوظيفي للرئتين ، أما التنفس عن طريق الأنف فهي عادة مكتسبة يلجأاليها المريض مضطرا في حال وجود انسداد في المجرى التنفسي . غير أن مرور كمية من الهواء غير كافية لامتلاء الرئتين، يؤدي الى متاعب جسيمة للرئتين واضطراب في الأداء الوظيفي للجهاز التنفسي، ويؤدي عدم تمدد الرئتين بصورة طبيعية الى حدوث احتقان بهما مما يؤدي الى  عدم تشبع الدم بالأكسجين وعدم قدرته على التخلص الكامل من ثاني أكسيد الكربون وينعكس هذا سلبا على كل أعضاء الجسم  خاصة الجهاز العصبي والقلب، إن  قلة الأكسجين بالدم وكثرة ثاني أكسيد الكربون لها نتائج عكسية على الصغار حيث تؤدي الى قلة الذكاء، وانحطاط النشاط، والتغير التشريحي للوجه والجسم، أما في كبار السن، فالنتائج السلبية تنعكس على القلب والدورة الدموية، وكلما تقدم السن ازدادت الحاجة الى توفير التغذية الدموية المناسبة  للقلب والمخ آخذين بنظر الاعتبار التغييرات الفسلجية التي تطرأ عليها مع تقادم الأيام وقد يكون هذا من مسببات الموت المفاجئ أثناء النوم.

45% من البالغين يعانون من الشخير أحيانا و25% منهم معتاد على الشخير وهي أكثر شيوعا في الذكور ولكن تتساوى النسبة في الجنسين عند بلوغ المرأة سن اليأس وتصيب الأطفال أيضا  ومن الطبيعي إن الحالة تزداد سوءا مع تقدم العمر وزيادة الوزن  ، وهي تؤشر وجود انسداد في المجاري التنفسية وعلية يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار وتصبح مراجعة استشاري الأنف ، الأذن والحنجرة ضرورية.

يسمع صوت الشخير المزعج عند وجود إعاقة لتدفق الهواء بحرية خلال المجاري التنفسية خلف الفم والأنف، وهذه المنطقة بطبيعتها هي القابلة للطي من القناة التنفسية حيث يلتقي اللسان واجزر العلوي من الحنجرة مع اللهاة والحنك الرخو ، في الأطفال قد  يلاحظ الشخير لآفة في اللوزتين أو الزوائد الأنفية ومن الضروري عرض هذه الحالات المرضية على استشاري الأنف ، الأذن والحنجرة للتداخل الجراحي من خلال رفع اللوزتين أو الزوائد لكي يستعيد الطفل حالته الصحية الطبيعية .

أسباب الشخير  

قد يكون الشخير بسبب عيب مركزي في المخ ، أو نتيجة عيب انسدادي  في مجرى الهواء ( الأنف ، البلعوم الفمي والنفي  والحنجرة ) ، ومن أسباب الشخير الانسدادي ، وجود أمراض بالأنف تسبب انسداده مثل الاعوجاج الجزئي ، أو الكلي للحاجز الأنفي أو تضخم غضاريف الأنف أو أمراض في البلعوم كتضخم لحمية خلف البلعوم أو تضخم اللوزتين خاصة في الأطفال والمصابين بالسمنة . أما الأسباب الأخرى للشخير فتتضمن:

  • الاحتقان أو التمدد: الشخير الأولي بدون اختناق قد يكون بسبب تضييق المجاري التنفسية الناشئ بسبب احتقان أو تمدد وهذه بدورها تؤدي الى اهتزاز الأنسجة خلال النوم مولدة الصوت الخاص بالشخير .
  • توقف التنفس أثناء النوم لفترات وجيزة أثناء النوم وهي تسترعي معاينة طبية دقيقة جدا.
  • طريقة النوم : النوم على الظهر قد يؤدي الى سقوط اللسان في داخل تجويف الحنجرة موديا الى تضيقه أو انسداده ، إن النوم على الجاني ينصح به بالنسبة للمرضى اللذين يعانون من الشخير .
  • تناول المهدئات والمشروبات الكحولية وهي تؤدي الى تثبيط الجهاز العصبي المركزي وارتخاء العضلات بما فيها عضلات الحنجرة ، الكثير من المرضى يلاحظون زيادة نسبة الشخير بعد تعاطيهم المشروبات الكحولية .
  • زيادة الوزن هو الأخر له تأثير سلبي على الشخير فالأفراد اللذين يعانون من السمنة تتولد لديهم ارتخاء في أنسجة الحنجرة واهتزازها أثناء مرور الهواء عليها. تقليل الوزن يساعد في تقليل نسبة الشخير .

الأعراض  

   ما يعانيه المريض بصورة أساسية  هو الشخير ولكن ما يصاحب الشخير يزيدها تعقيدا وهي : الشعور بالخمول والميل للنوم خارج الأوقات الطبيعية والصداع مع فقدان الذاكرة وكثرة النسيان ، ارتفاع ضغط الدم مع حدوث متاعب بالرئة والقلب . وفي الجانب الآخر من الصورة يمكن تصور معاناة الزوج أو الزوجة  من سماع صوت الشخير وإذا ما كان الشخير مصحوبا بتوقف التنفس فالشخص المصاحب يجب أن يكون متأهبا لإيقاظ المريض لحظة توقفه عن التنفس .

التشخيص  

من أهم النقاط التي يأخذها الطبيب المعالج في التشخيص هي التمييز بين الشخير العادي والمصاحب بانسداد التنفس ، ولتشخيص الشخير المصاحب بالانسداد يتم ربط المريض أثناء النوم في معمل اختبار النوم لقياس نشاط المخ وحركة العضلات وقياس حركة العين ونشاط القلب والرئتين وكمية الأوكسجين في الدم . يكمن اللجوء الى المفراس الحلزوني والناظور عبرالانف لتحديد موقع الانسداد.

العلاج

  عندما يكون الشخير بسيطا أو عندما لايصاحبه انسداد ا في المجاري التنفسية يلجأ الكثير من الأطباء الى وضع مرضاهم تحت المعاينة والعلاج بالعقاقير مع النصح بالابتعاد عن كل العوامل التي تؤدي الى حدوث الشخير كالسمنة الزائدة ، وتناول المهدئات والمشروبات الكحولية والنوم على الظهر ، أما إذا كان الشخير متقدما ومصحوبا بانسداد فجل ما يفكر به الطبيب هو تصحيح الخطأ وفي مايأتي بعض الوسائل العلاجية :

1- إمرار الكترود كهربائي خلال أنسجة الحنك الرخو تحت تأثير التخدير الموضعي ثم يمرر تيار كهربائي خلال الالكترود ليشد أنسجته وبالتالي تقليل نسبة الاهتزازات فيه ، هذه الطريقة سهلة وقد تحتاج الى عدة جلسات ولكنها تطبق على الحنك الرخو فقط .

2 – البعض يميل الى إمرار آله عبر الأنف لتوسعة الممر وينقص من ضرورة التنفس عبر الفم وآخرين يستخدم عقار يطلقون عله أسم لقاح الشخير حيث يضعون قطرات منه على الحنك الرخو بهدف تحطيم خلاياها وتقليص حجمها ولكن الحاجة لها تكون دوري شأنها شأن أي لقاح  ، فيما ذهب بعض الاختصاصين في جراحة الوجه والفكين الى استخدام جهاز يدفع الفك السفلي الى الأمام ويزيد من سعة البلعوم وضمان مرور الهواء بحرية .

3- الجراحة العامة :في حال كون الجراحة تحمل على مخاطر كبيرة أو غير مقبولة من قبل المريض يلجأ الطبيب الى وضع المريض تحت قناع يحمل ضغط الهواء الى الحنجرة ويدعى ( ضغط المجرى التنفسي الايجابي المستمر Continuous Positive Airway Pressure   ) ، أما إذا استدعت الجراحة العامة تحت تأثير التخدير العام فأن  الطبيب يلجا  الى رفع جزء من الحنك اللهاة واللوزتين لكي يوسع الفسحة داخا الحنجرة ويمر الهواء بحرية عوض الاهتزازات ، نسبة النجاح جيدة ولكن الشخير لايختفي تماما والعملية تكون مصحوبة بألم يستمر لمدة أسبوعين أحيانا مع نزف وهناك حاجة الى تناول الأغذية السائلة والباردة خلال الأسبوع الأول على الأقل .

 

4 الجراحة بالليزر   

أ- رفع اللوزتين بالليزرLaser Tonsillectomy  : ويلجأ إليها الطبيب في حال التهاب اللوزتين الحاد ، المزمن ، حصى اللوزتين ، الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم بسبب الشخير . تتم العملية تحت تأثير التخدير الموضعي ولا يصاحبها نزف وتجرى في عيادة الطبيب دون الحاجة الى صالة عمليات المشفى ويستطيع المريض قيادة سيارته عائدا الى المنزل بعد العملية . لاتطلب العملية سوى دقائق معدودة لاتتجاوز ال 20 دقيقة ولا يصاحبها الم كما في الجراحة العادية والكثيرين يلجئون إليه للتخلص من اللوزتين وما تسبب من مشاكل صحية  وهي مناسبة جدا لعمر ما فوق 16 سنة.

ب- التجميل بالليزر للحنك واللهاة Laser Uvulopalatoplasty  : هذه العملية تجرى تحت تأثير التخدير الموضعي باستخدام جهاز رش المادة المخدرة ودون ألم وفي العيادة الخاصة ، أما الليزر المستخدم فهو ليزر ثاني أوكسيد الكاربون النبضي Laser Pulsed Co2

ويستطيع الطبيب بايتخدام هذا الليزر توسعة الفسحة التنفسية للحنجرة وتقليل امتداد الحنك الرخو باتجاه اللوزتين والأغشية المخاطية الخلفية . إن الخاصية الكاوية لليزر تقلل من ترهل نسيج الحنك وتزيد من شده وبالتالي التخلص من الأصوات غير المقبولة والمزعجة المصاحبة لاهتزاز هذه الأنسجة.  من مزايا استخدام الليزر هو انقطع الدقيق المنتظم خالي من الجراثيم كما هو الحال مع استخدام المشرط ولا يصاحبه نزف.

 

                                                     الأستاذ الدكتور إحسان فتح الله