تعاني معظم محافظات بلدنا العزيز ولاسيما محافظة المثنى من الإصابة بمرض الليشمانيا وهو مرض جلدي يترك أثرا دائميا على الجلد ، ورغم وجود علاج للمرض والذي ينهي وجوده فقد لاحظنا ومن خلال المتابعات السريرية للزملاء الأطباء الإستشاريين إمكانية معاودة المرض وحدوثه في نفس المريض وفي نفس الجزء من الجسم أو في أجزاء أخرى مع وجود حالات من إنتشار الحالة المرضية على مساحة الجسم كافة ، ومع إزدياد الحالات الواردة إلى مستشفى الحسين التعليمي في المحافظة إلى الحد الذي سجل في شهر كانون الثاني من العام الجاري 350 حالة , مما إستدعت وقفة تأمل ومتابعة وإستوجبت الدراسة ، من خلال تشكيل فريق بحثي من جامعة المثنى ” كليات طب الأسنان ، الطب و العلوم ” ، مستشفى الحسين التعليمي – دائرة صحة المثنى ، و مختبر الصحة العامة المركزي التابع لوزارة الصحة في بغداد علاوة على المستشفى البيطري في المحافظة كون المرض من الأمراض التي تنتقل بواسطة الحيوانات والغاية من تشكيل اللجنة هو تسليط الضوء على الحالة وتكثيف اللقاءات والحوارات مع المختصين في هذا الشأن وفي نهاية المطاف تم التوصل إلى خلاصة مفادها إن العامل المسبب للمرض لربما يستطيع التخفي والتحوط من العلاج من خلال تغيير طوره وخارطته الجينية الوراثية الأمر الذي سيجعل عملية العلاج وفي المستقبل المرئي غير ذي جدوى.
تنتشر الإصابة باللشمانيا الجلدية في مناطق مختلفة من محافظة المثنى ، حيث يصيب الطفيلي أماكن مختلفة من جسم الإنسان وتكون على شكل حبة حمراء ذات فتحات صغيرة يخرج منها صديد ، أو على شكل حبة حمراء نافرة فوق سطح الجلد يغطيها طبقة من الصديد الجاف وفي حالة إزالتها تكشف عن قرحة غائرة وهي غير مؤلمة، وتزداد هذه الحبة في الحجم لتصل من 1- 2سم ثم تشفى تدريجياً ليكون مكانها ندبة غائرة تترك أثراً طوال العمر ، يستغرق الشفاء التلقائي من المرض بين 6 –12 شهراً تاركة ندبة غائرة.
تشير الكثير من الدراسات على إن هذا الطفيلي يسبب المرض في مناطق واسعة في العالم وأماكن مختلفة من الجسم ويمكن أن تتطور الإصابة من الحالة الحادة إلى المزمنة حيث تكون مواقع الإصابة معرضة لإصابة كائنات مختلفة أخرى ( البكتريا والفايروسات) والتي تلعب دورا ًرئيسياً في تطور المرض ، فيما لم يحاف الحظ الكثير من الفرق في دول العالم لتحضير لقاح مضاد للمرض .
تتضمن الدراسة الحصول على الطور اللاسوطي لطفيلي اللشمانيا عن طريق عزله من السائل المسحوب من حافة التقرح لأشخاص مصابين وتنميته على وسط زرعي مناسب Novy- MacNeal- Nicolle (NNN) Medium للحصول على الطور ” أمامي السوط “Promastigotes ، ثم يشعع بالليزر بقصد قتله أو تضعيفه وصولا لتحضير اللقاح بقصد تحضير لقاح حيوي ضد المرض خلال العام الحالي بإذن الله.