تعديل العيوب البصرية بالليزر ( الليزك )
مراحل تطور الليزك
تقنية الليزك اكتشفت بواسطة العالم Jose Barraquer في العام 1960 عندما طور الة التشريط microkeratome لقطع جزء من القرنية وتعديل شكلها بواسطة تقنية تسمى keratomileusis، وفي العام 1981 وبعد اكتشاف الاكسيمر ليزر الذي يعمل في مجال الاشعة فوق البنفسجية وقدرته على انتزاع طبقات من الأغشية الرقيقة بدون اي اثار حرارية للمناطق المحيطة تمكن العالم Srinivasan من استخدام الاكسيمر ليزر لقطع جزء من القرنية وبدون اثار جانبية بالمقارنة باشعة ليزر اخرى تعمل في مجال الضوء المرئي. وبعد العديد من التجارب تم تطوير تقنية الليزك في العام 1991 بواسطة العالم الايطالي Lucio Buratto والعالم اليوناني Ioannis Pallikaris لتصبح اكثر دقة ولتحل محل الطريقة القديمة keratomileusis.
وفينفس العام (1991 م ) قام العالمان الأميركيان Stephen Slade و Stephen Print بعمل أول عملية ليزك باستخدام الأكسمرليزر ، وفي أيامنا هذه وبتطور الليزر تم الحصول على أجهزة ليزر قادرة على توفير شعاع ذو نصف قطر كبير نسبيا وتعمل بالنبضات الصغيرة جدا والتي تصل الى حدود الفيمتوثانية وهي تعني 15¯ 10 ثانية لعلاج مشاكل وعيوب النظر وتحتوي كل نبضة ليزر على طاقة في حدود المليوات ، وحتى يومنا هذا تستخدم أشعة الأكسمر ليزر لعلاج العديد من عيوب البصر دون مشاكل ولكن تجدر الأشارة ان الآثار الجانبية لتقنية الليزك على المدى البعيد غير معروفة لحداثة التقنية.
ماهي تقنية الليزك؟
تعتمد عمليات تصحيح النظر بوساطة الليزر على اعادة تشكيل القرنية لتعديل البعد البؤري للعين ، حيث تعود بعدها العين الى قدرتها على تجميع الضوء وتركيزه تماما على الشبكية كما في العين الطبيعية .
وفي هذه العملية يستخدم ل الأكسمرليزر ذات الموجة فوق البنفسجية لتعديل سطح القرنية وبالتالي تغيير القدرة الانكسارية فيها . وتعمل هذه الأشعة على ازالة طبقات من أنسجة القرنية بدقة بالغة وبطول وعمق محددين تحديدا دقيقا. وخلال إجراء العملية بالليزر هناك من يرصد العملية ويرقبها، وذلك من خلال جهاز حاسوب موجود ضمن تركيب منظؤمة جهاز الإكسيمر ليزر مهمته تحديد المقدار المراد إزالته من أنسجة القرنية بالضبط.
الشكل رقم 1 يوضح صورة مكبرة بوساطة المجهر الالكتروني لشعرة انسان تعرضت لاشعة الاكسمرليزر ، حيث أزيل منها بعض الطبقات لتبدو بهذا الشكل وهذا يوضح دقة أشعة ليزر الإكسمر في التحكم الدقيق في سمك الطبقة المراد ازالتها.
يعمل جهاز الليزر على تسليط حزمة من أشعته على أنسجة القرنية المراد معالجتها ، الأمر الذي يؤدي الى تطاير تلك الجزيئات من القرنية وبالتالي الى تغيير قوتها الانكسارية وفي حال تسليط هذه الأشعة داخل أنسجة القرنية فأنها تسمى عملية الليزك حيث يتم قطع جزء من القرنية بوساطة جهاز القطع الالكتروني بمقدار 270 درجة ، وبعد ذلك يتم ثني الجزء المقطوع وتسليط أشعة الليزر على الطبقات الداخلية للقرنية ، ثم يعاد الجزء المقطوع من القرنية الى مكانه الطبيعي بدون خياطة .
الفحوصات التحضيرية لعملية الليزك
تسبق العملية مجموعه معقدة من الفحوص الطبية التي قد تستغرق مدة ساعتين أو ما يزيد بعدها يقرر الطبيب فيما اذا كان المريض مناسبا لإجراء العملية . وهذه الفحوص هي : قياس ضغط العين وتكتب النتيجة بالأرقام فمثلاً يقال ضغط العين 17 مليمتر زئبق علماً بأن الضغط الطبيعي للعين من 11 إلى 19 مليمتر زئبق ، التصوير الطبوجرافي للعين لبيان الشكل الطبوغرافي للعين و قياس سمك القرنية وتكتب بالأرقام فمثلاً يقال سمك القرنية 520
مايكرون* . ومن هذه الفحوصات أيضا : قياس الانحراف الانكساري حيث يكتب المقاس بالأرقام مع وضع علامة زائد أو
ناقص وكتابة زاوية الانحراف في حالة وجود انحراف وكذلك قياس
الانحراف الانكساري مع توسيع الحدقة ويكتب ناتج الفحص بنفس
الطريقة المذكورة أعلاه .ثم يأتي دور وضع بيانات عن وضع القرنية
والعدسة والملتحمة والجفن وبقية الجزء الأمامي من العين ثم فحص قاع
العين و حيث ينتج عن الفحص رسم لشكل الشبكية وحالة العصب البصري . من الفحوصات أيضا قياس حدة الإبصار عن قرب و يسجل على شكل بسط ومقام، فمثلاُ يكتب قوة البصر للقرب6/6 بكلتا العينين . قياس رؤية الألوانهو فحص آخر وتكتب نتيجته عادة على النحو التالي: رؤية طبيعية للألوان أو رؤية غير طبيعية للألوان يتبعها قياس تحدب القرنية لتحديد درجة تحدبها والتي في العادة تكون ما بين 42-44 درجة وقياس قطر البؤبؤ والتي عادة ما يكون بين 5-7 مليمترات وفحص قياس الانحراافات الانكسارية الدقيقةحيث تكون الصورة مشابهة للتصوير الطوبوجرافي مع بعض الأرقام لجميع الانحرافات يتبعه فحص الحول لتحديد نوع الحول إن وجد ومقدار درجته وكذلك الوضع الصحي العام و معرفة وجود أمراض باطنية أخرى .
خطوات إجراء العملية
كأي عملية جراحية فان هناك مشاكل من الممكن أن تحدث خلال مراحل العملية مثلا في مرحلة قطع غشاء القرنية وبالرغم من انه جهاز عالي الدقة والتطور فقد تكون عملية القطع غير مكتملة مما يسبب تأخير العملية لفترة تزيد عن 3 أشهر لحين التحام الغشاء مرة أخرى ، أو أن تكون عملية القطع أعمق من المطلوب ولو انه نادر الحدوث وقد تكون عملية القطع غير منتظمة ، أو ان اعادة الغشاء لم يكن في المكان الأصلي تماما ، كما انه ممكن أن تحدث مشاكل أثناء تسليط الليزر فقد تكون كمية الشعاع المطلوب أكثر أو أقل من المطلوب ، كم يمكن أن يحرك المريض عينه أثناء تسليط شعاع الليزر وكل هذه احتمالات نادرة الحدوث.
الأستاذ الدكتور
إحسان فتح الله