كلنا يتطلع الى غد يرى فيه جسمه متناسقا ومصقولا ويبدو عليه مظهر الشباب الدائم ، ووقوفنا للحظات أمام المرآة لربما تنفرنا منها لو لاحظنا آثار السنين وهي تزحف نحو أجسامنا لتظهر على وجوهنا أولا بعلامات الترهل ثم تمتد لتشمل العنق حيث انتفاخات متعددة قد تكون الدرقية السامة أو الهوائية احداها ولو نزلنا الى البطن لربما نجد كميات من الشحوم متوزعة هنا وهناك تلفت نظرنا بل وتقلقنا كونها تشوه منظر الجسم وتسئ الى نسقه ، وهنا يبدأ التطلع و البحث عن الحل وهو ما نجده عادة عند الجراح المتخصص بالتجميل ، هذا الجراح كان لسنوات عديدة خلت يعد مرضاه بأصابع يده ولكن اليوم وبسبب الانفتاح الحضاري وتحسن الأحوال المعاشية للمواطن نجده يبحث عن الجديد والممتع والمتطور ليرضى أمزجة مرضاه وهم يطرقون بابه بحثا عن الحلول . ومن هنا يمكننا أن نصنف الجراحة التجميلية حسب الحاجة اليها الى نوعين فأما الاولى فهي االجراحة التجميلية الاضطرارية والقصد ان الجراح يلجأ اليها ليرمم أو يكمل أو يسد عيوب وتشوهات حصلت في جسم المريض بعد حادث سير أو حروق وحتى بعد استئصال ورم خبيث لاسامح الله ، في حين ان النوع الثاني وهو الذي يحظى بالاهتمام والحاجة الماسة فهي الجراحة التجميلية التي تهتم بترتيب وتنظيم وتنسيق المظهر الخارجي للانسان ، وقد يتصور البعض انها ضرب من ضروب الترف ، وهي قد تكون كذلك ولكن من منا يستطيع انكار أهميتها ودعمها للحالة النفسية والمعنوية للشخص الذي يلجا اليه ، من المؤكد ان الذي يطرق باب الجراح ، لابد انه وصل الى مرحلة نفسية صمم معها أن يسير في هذا الطريق، هذا النوع من العمليات بدأ الاقبال عليه يتزايد بشكل مضطرد فالرجال كما هم النساء ومن سن العشرين وصولا الى السبعين هم من يلجاون اليها ويمكن القول بأن عمليات رأب الأنف تاتي في المقام الأول يليها عملية شفط الدهون من البطن وشد البطن ، شد الجفون ، تكبير ، تصغير وتجميل الصدر وازالة الترهل من اليدين والساقين.
عملية شفط الدهون Liposuction مطلوبة بنسبة كبيرة من النساءوفي الآونة الاخيرة بدأ الرجال أيضا باللجوء اليه ، وقد شهدت هذه العملية تطوراً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة ، ويمكن وصفها بعملية نحت القوام Liposculpture لأنها تعمل على تجميل شكل الجسم وليس كما هو شائع بأنها تساعد على خسارة الوزن الزائد بل أن ما تحدثه هو تبديل فى الحجم . من المهم جداً تنفيذ هذه العملية على المريض المناسب للحصول على نتائج ناجحة ، ونعنى بذلك الشخص الذى يتمتع بصحة جيدة وبشرة خالية من الترهل.
عملية شفط الدهون لا تخلص المريض من حالة التهاب النسيج الخلوى Cellulitis لكنها تحسن مظهره ، ولا تزيل الدهون التى نكتسبها من نوعية غذائنا والتى تعرف بـ Metabolic Fat لهذا السبب، ينصح المريض باتباع نظام حمية لانقاص وزنه أولاً، ثم نجرى عملية شفط الدهون لتحسين مظهر الجسم والتخلص من عيوبه الجمالية، إذا صح التعبير، وإقامة تناسق بين كامل اعضائه . يمكن أجراء عملية شفط الدهون على المرضى الذين يعانون من مشاكل التشققات الجلدية دون أن يؤثر ذلك سلباً عليهم ( لأن هذه العملية لا تخفف ولا تزيد من حالة التشققات ، لكن لا يمكن اجراؤها على جلد مترهل لأنها تزيد من مشكلة الترهل ، ولا يصح شفط كميات هائلة من الدهون لأن ذلك يؤثر سلباً على الصحة العامة. غالباً ما تحدث مضاعفات جانبية بسبب قيام أطباء غير متخصصين فى الجراحة التجميلية بتنفيذ عمليات شفط الدهون داخل عياداتهم الخاصة.
مؤخرا تمكن المتخصصون في مجال صناعة أجهزة الليزر من تصنيع جهاز ليزر أطلقوا عليه اسم زيرزنا Zerona يستخدم هذا الجهاز تقنية الليزر الباردة وهي تقنية حديثة ولها استخدامات عديدة تساعد في اذابة الدهون عن طريق تنشيط الخلايا فتتخلص من الكتل الدهنية الموجودة بداخلها تخلصا طبيعيا عن طريق الجهاز الهضمي ولهذا الجهاز فوائد أخرى بالاضافة الى فائدته في انقاص الوزن من دون جراحة أو ألم حيث يعمل الجهاز على نقل الدهون من داخل الخلايا الى خارجها حيث تصرف بعد ذلك من قبل الجهاز الليمفاوي وعند وصولها الكبد فانها قد تحولها الى طاقة او ترسلها الى خارج الجسم . ومن مزايا هذا الجهاز بأن فعله عام ولاينحصر في المنطقة التي يسلط عليها الاشعاع ، فمثلا لو تم تسليط حزمة الليزر على البطن فان فعله يتعدى الى الساقين ،الفخذين ، الركبتين و الظهر ، فتقل الدهون فيها أيضا ، هذا الليزر يساعد على تثبيت الدهون وتحويلها الى دهون سائلة مما يسهل عملية الشفط من دون مجهود أو تجمعات دموية داخل أو خارج الجلد وبالتالي يصبح بامكان المريض مغادرة المشفى أو عيادة الجراح بعد اتمام العملية مباشرة وكل ما يفعله الجراح هو تسليط حزمة الليزر على الأماكن والنقاط التي يستهدفها في عمله لمدة 6 دقائق يجري بعدها عملية الشفط التقليدية مع القيام بعملية شد الجلد وازالة الترهلات التي يتطير منها المريض عادة.
هذا الليزر يناسب حالات السمنة الزائدة والترهلات البسيطة التي تنتج من تجمع الدهون في أماكن يصعب التخلص منها عن طريق الحمية أو الرياضة، وهذا ما يجعل جهاز الليزر فريدا، لأنه لا يحتاج إلى حمية أو رياضة. ولكن تظل الرياضة عاملا أساسيا لاعطاء البدن والعقل النشاط والحيوية وبعبارة أخرى لو أستخدمت الرياضة والحمية بطريقة صحيحة مع هذا الجهاز فسوف يكون أحد أهم الانجازات العلمية في العصر في مجال تخفيف الوزن.
هذا الجهاز آمن جدا، ويختلف عن أجهزة الليزر الأخرى فهو يعمل عن طريق تبريد الدهون في الجسم، بعكس الأجهزة الأخرى التي تستعمل في العمليات الجراحية حيث انها تعمل عن طريق انتاج حرارة، ولها تأثير سلبي وحراري على أنسجة الجسم حيث لايحس المريض بأي ألم اثر استخدام هذا الجهاز ولا حتى احساس بالحرارة أثناء عملية شفط االدهون ويستطيع المريض أن يباشر نشاطه اليومي بعد العملية من دون أي مشاكل جراحية أو آلام بعد العملية. يتطلب العلاج بهذا الجهاز ست جلسات على مدى أسبوعين ، اما الزمن اللازم لكل جلسة فهي لاتتجاوز أربعين دقيقة يفقد خلالها الجسم حوالي13 – 15 سم وصولا الى بعض الحالات التي قد تصل الى 22 سم.
يمكن استخدام هذا الجهاز في جميع الحالات لكن يجب التعامل بحذر مع السمنة المفرطة، ليس لأنه قد تحصل أعراض طبية، لكن بسبب اعتقاد هؤلاء ان الجهاز وحده يمكن أن يكون الحل للسمنة المفرطة لذلك ينصحون باستخدام الجهاز مع وسائل أخرى، مثال على ذلك محاولة انقاص الوزن أولا، أو اجراء تحويل المعدة بالنسبة لحالات السمنة المفرطة، ومن ثم الخضوع لست جلسات كل ثلاثة أشهر لتسهيل الوصول للوزن المرغوب فيه.
الأستاذ الدكتور إحسان فتح الله