التهاب الجيوب الأنفية ودور الليزر في العلاج

البهاق هو الآخر يعالج بالليزر
يونيو 2, 2019
الشخير: ما هو؟ وما دور الليزر في علاجه؟
يونيو 2, 2019

التهاب الجيوب الأنفية ودور الليزر في العلاج

مقدمة

الجيوب جنب الأنفية هي غرف مليئة بالهواء تقع على جوانب الممر التنفسي  وتتموضع بين الجمجمة والأنف ، وظيفتها : تخفيف وزن الجمجمة ، توفير عزل مناسب للجمجمة وتجسيم الصوت بمعنى توفير صدى مناسب له . لكل منا أربعة أزواج من الجيوب الأنفية وهي : الجيوب الجبهية Frontal ، الجيوب الفكية   Maxillary ، الجيوب الغر بالية Ethmoid   والجيوب الأسفينية Sphenoid . الجيوب السليمة تكون معقمة ولا تحتوي أي بكتريا ، في الجانب الآخر فان الممرات التنفسية تحوي عدد كبير من البكتريا التي تدخل من خلال المنخرين .

الأسباب

تعتبر البكتريا المسبب المباشر الأكثر شيوعا لالتهاب الجيوب الأنفية ( فقد تتسبب المكروبات الأخرى كالفيروسات والفطريات في التهاب  الجيوب ولكنها اقل شيوعا )، و تبقى إمكانية البكتريا وبقية المكروبات معتمدة على الظروف المناسبة التي تسبق الإصابة والتي لايمكن حدوث الإصابة بدونها . والعامل الرئيسي المؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية هو نزلة البرد حيث تعقب 85% من حالات  نزلة البرد التهاب الجيوب ، ويكون الالتهاب خفيفا وطارئا في حين إن   ,5- 10% من المصابين بهذه النزلة قد يعانون من التهاب جيوب حقيقي. والواقع إن نزلة البرد تولد احتقان والتهاب في  المجاري التنفسية تتبعها انسداد في الجيوب مولدة الظرف المناسب لنمو البكتريا ، وعليه غالبا ماتسمى الحالة بالتهاب الأنف والجيوب الأنفية بسبب تداخل الحالتين معا. والجيوب التي غالبا ما تصاب بهذا النوع من الالتهاب هي الفكي ، الغر بالي والجبهي .

التهاب الجيوب الأنفية الحاد المتكرر أو المزمن تنشا عن التهاب جيوب حاد غير معالج يتسبب في تحطيم الأغشية المخاطية ، أو حالات مرضية مزمنة تتسبب في تجمع مواد مخاطية ثخينة في الممرات التنفسية ومثال ذلك حالات السكري ، متلازمة العوز المناعي ، الأخطاء البنيوية وكذلك الحساسية ضد الفطريات .

التهاب الجيوب المزمن قد يعزى إلى التهاب حاد متكرر ، وكثير من العوامل المناعية التي ترى في أشخاص مصابين بالتهاب الجيوب المزمن تتشابه مع تلك التي ترى في حالات التهاب المجاري التنفسية التحسسي . تتداخل أعراض  الحساسية ، الربو والتهاب الجيوب الهوائية .

بعض الأخطاء التركيبية في المجاري التنفسية ممكن أن تؤدي إلى انسدادها وبالتالي ازدياد احتمال الإصابة بالتهاب الجيوب المزمن  ، اللحيمة  Polyp  في الممرات الأنفية والتي تسد فتحات تصريف المخاط وتقنن  دخول الهواء ، اللحيمة نفسها قد تحدث بسبب تعرض سابق لالتهاب الجيوب الأنفية والتي تسبب تثخن في الغشاء المخاطي المبطن للأنف ، أيضا الغدانية الكبيرة Enlarged Adenoid    قد تولد التهابا في الجيوب الأنفية ، وهناك أيضا شق الحنك الرخو  Cleft Palate ، النموات السرطانية وانحراف الحاجز الأنفي Deviated Septum  .

   الأعراض

احتقان الغشاء المخاطي المبطن للأنف مع إفرازات ثخينة صفراء ، أو صفراء مخضرة ، الآم في الوجه واحتقان ، علامات سريريه تستمر لغاية 10 أيام بعد النزلة ، وتزداد الحالة سوءا بعد 5- 7 أيام ، و لربما تختفي الأعراض ويشعر المريض بتحسن ثم  تتعاود عليه الحالة بعد نزلة برد أخرى ، انخفاض أو انعدام حاسة الشم .

في البالغين ممكن أن نرى واحدة أو أكثر من الأعراض السريرية التالية : احمرار العين وجحوظها ولربما الشعور بوجود ألم محيط بالعيون في حال تركز الإصابة في الجيوب المحيطة بها،  سعال مستمر خاصة أثناء النهار ، الآم في الأذن والأسنان  وإعياء ، العطاس ، قرحة الحنجرة والام في العضلات . أما في الأطفال فهناك أعراض أخرى ممكن ملاحظتها وهي : القلق وعدم الاستقرار ، التقيؤ ، التهوع على المخاط Gagging on Mucus  والسعال .

يمكن اختصار أعراض التهاب الجيوب جنب الأنفية كل حسب موقعها كما يأتي:

  • التهاب الجيوب جنب الأنفية الجبهية : الشعور بألم أسفل الجبهة وتزداد عند النوم على الظهر.
  • التهاب الجيوب جنب الأنفية الفكية : وجود ألم فوق منطقة الخدين قد تمتد إلى الأسنان ، تورم الحنك الصلب وخاصة عندما يكون الرأس متجه نحو الأعلى.
  • التهاب الجيوب جنب الأنفية الغر بالية: وجود ألم خلف العيون وأحيانا احمرار وألم باللمس في منطقة جذر الأنف وتزداد هذه الأعراض سوءا عند السعال ، الانفعال وفي حالة النوم على الظهر.
  • التهاب الجيوب جنب الأنفية الوتدية: وهذه الحالة نادرا ما تحدث لوحدها وان حدثت فان الألم يمكن التحسس به وراء العينين، عبر الجبهة أو الوجه .

التهاب الجيوب جنب الأنفية المزمن يتميز بالأعراض السريرية التي ذكرت أعلاها ولكنها مبهمة ، عمومية أكثر من كونها أعراض حالة التهاب حادة ، قد يعاني المريض من حمى خفيفة أو لاتظهر علية الحمى والأعراض هذه تستمر لمدة 12 أسبوعا أو أطول ، هذه الأعراض قد تحدث في كل فصول السنة ولاسيما الفصول التي لاترافقها حساسية .

التشخيص  

تتداخل عناصر كثيرة في تشخيص التهاب الجيوب جنب الأنفية منها :

  • تاريخ الحالة المرضية: وجود حالة إصابة تنفسية حديثة ، حساسية أو صداع ، التعرض لدخان السكائر ، أو وجود تأريخ لدى العائلة بالحساسية أو اضطراب مناعي .
  • الفحوصات الفيزيائية:يتحسس الطبيب المعالج منطقة الجبهة والخدين وينظر فيما لو يتحسس المريض بألم ، مع ملاحظة فيما لو كان هناك إفرازات أنفية ثخينة صفراء أو صفراء مخضرة ، ويتفحص الطبيب أيضا الغشاء المخاطي المبطن للأنف بحثا عن المخاط وأي خطأ بنيوي .
  • الفحوصات المخبرية: وتتضمن البحث عن أجسام مناعية في نسيج الجيوب جنب الأنفية والتي تشير إلى وجود التهاب مزمن أو ذا مسبب فطري . مؤخرا تم إدخال فحص مخبري جديد يعتمد على كشف البروتين الداخل في الالتهاب المزمن أو الفطري ويدعى الفحص ب CRS Fungal Profile Tests وكذلك يستفاد من هذا الفحص في تحديد نوع الفطر .
  • الفحص الناظوري Nasal Endoscopy or Rhinoscopy  : يستخدم الآن للتميز بين التهاب الجيوب المزمن والمتعاود ، حيث يمر انبوب  رفيع بداخله ليف بصري يمكن الطبيب من رؤية تفاصيل دقيقة داخل الجيوب .
  • استخدام التصوير الشعاعي X- Rays  والمفراس الحلزوني Computed Tomography Scanning    CT   والرنين المغناطيسي Magnetic     Resonance Interpretation   MRIفي الفحص وهذه الفحوصات تعطي للطبيب تصورا دقيقا عما يجري بداخل الجيوب الأنفية .
  • في حال وجود شك بكون المسبب لحالة التهاب الجيوب بكتيريا يمكن اللجوء إلى عمل فتحة في الجيب Puncture واخذ مسحة وزرعهاCulture  على وسط زرعي .

 العلاج   

الغاية الرئيسة من العلاج تتضمن تقليل الورم ، استئصال الخمج ، تصريف الجيب وضمان بقاءه مفتوحا . في الحالات الخفيفة إلى المعتدلة  يستخدم محلول ملحي فسلجي لغسل الجيب ويعطى المريض مضادات الحساسية ، مقشعات Expectorant  ، مضادات احتقان Decongestant  لمدة 7- 10 أيام ولربما أطول وتكون مناسبة للتخلص من الحالة في كثير من الأحيان ، ولايستحسن إعطاء المريض مضاد حيوي خلال هذه الفترة .

في الحالات المزمنة يوصف للمريض مضاد حيوي واسع الطيف ولفترة طويلة ، ينصح المريض باستخدام رذاذ أنف مضاد التهاب قشراني Corticosteroid  وتتابع الحالة فإذا بدأت بالتماثل للشفاء يقطع المضاد الحيوي عن المريض ، بشرط الاستمرار بمضاد الالتهاب القشراني وغسل الأنف بالمحلول الملحي الفسلجي .

ودون الدخول في التفاصيل الدقيقة للعلاج يبقى التساؤل الذي يطرحه كل مريض ، ماذا لو لم أستفيد من كل هذه العلاجات ؟ وكنا سابقا قد ذكرنا إن الليزر طرق أبواب الطب كافة من فحص وتشخيص ، العلاج والتداخل الجراحي وفي حال التهاب الجيوب جنب الأنفية فان  ليزر ثنائي الصمام Diode Laser  يستخدم بنفس طريقة الوخز بالأبر Laser Acupuncture   حيث وجد إن له القابلية على اختراق 4 سم تقريبا وصولا إلى الجيب المعني ، لقد استخدم هذا الليزر في الأطفال بمعدل مرة كل يومين ولثلاث مرات متتالية في حين استخدم بواقع مرة كل يومين ولخمسة مرات متتالية وكانت النتائج مشجعة جدا حيث يدور  مصدر  حزمة الليزر على منطقة انتشار الجيب بالكامل ثم تستخدم نقاط الوخز الصينية التقليدية     Traditional Laser Acupuncture     Points   لينتهي العلاج براحة تامة للمريض

مؤخرا  أستخدم الليزر في التداخل الجراحي  الخاص بالجيوب الأنفية ، حيث يستخدم محلول الملح الفسلجي  مع شعاع الليزر لغسل النسيج المقطوع بالليزر للحصول على نتائج أفضل وراحة للمريض أحسن . وتتضمن العملية استخدام الناظور الخاص بالمجاري التنفسية وبداخله ليف بصري بقطر 4 ملم  يربط بنهايته مصدر ضوئي

للسيطرة على المشهد أثناء المداخلة الجراحية ، حيث يوجه الشعاع بكثافات مسيطر عليها نحو النسيج أو اللحيمة المطلوب التخلص منها فتنكمش تاركة المجرى التنفسي سالكا لمرور الهواء والإفرازات المخاطية  ، والواقع إن حزمة الليزر تعمل على تبخير النموات غير المطلوبة وحرقها وتخثير الدم في الأوعية الدموية التي تنفتح بسبب القطع ، والنزف في هذه العملية غير شديد بل تتراوح بين القليل إلى الطبيعي .

تستغرق العملية مدة لاتتجاوز 30 – 45 دقيقة وبالتالي ممكن أن تجرى العملية في العيادة الخارجية Outpatient   أو كمريض داخل إلى المشفى Inpatient  ، هذا النوع من التداخل الجراحي يسمح للجراح الوصول من خلال المنظار للتفاصيل الدقيقة جدا داخل الجيب ويمكنه أيضا من إعادة المداخلة في حال كون الالتهاب مزمنا ، يشعر المريض بقليل من عدم الراحة ونزف بسيط أحيانا يمكن أن يعالج بإدخال حشوات قطنية مشبعة بمضاد حيوي إلى داخل المجرى التنفسي .

يفترض بالمريض الذي خضع لهذا النوع من المداخلة الجراحية ألا يمارس تمارين عنيفة ، محاولة تفريغ محتويات الأنف بضغط الهواء المحبوس في الصدر ، وعليه أيضا أن يتحاشى الأجواء  الجافة لمدة 4- 6 أشهر على الأقل  ويستخدم محلول الملح الفسلجي لترطيب بطانة الأنف .

الأستاذ الدكتور إحسان فتح الله